هذا الكتاب
محاولة تأصيلية لمعالم التفسير المقاصدي للقرآن الكريم،
باعتباره نوعًا تفسيريًا تجديديًا يتخذ من المقاصد القرآنية مكوِّنًا
رئيسًا، ويتناول أهم ملامح التفسير المقاصدي وتطبيق
مفهومه على قضية مهمة من القضايا الاجتماعية التي تبرز
فيها المقاصد القرآنية، وهي قضية تحريم القرآن للخمر، التي
عمَّت بها البلوى، واستشرى بسببها الفساد، وذلك من خلال
دراسة الآيات المتدرجة في النزول التي تحدثت عن تحريم
الخمر، محققة بذلك التدرج نتائج مذهلة في عالم التغيير
الحقيقي للواقع الاجتماعي. كما يضع هذا الكتاب القارئ
الكريم أمام فرصة حقيقية للاستفادة من تلك المعالم حول
التفسير المقاصدي الذي يدرس ما وراء النص، ويظهر هدايات
القرآن الكريم في إحدى الكليات الخمس، وهي كلية حفظ
العقل التي جاءت الشريعة للحفاظ عليها وجودًا بالأمر بإعمالها،
وعدمًا بالأمر باجتناب كل ما يسهم في تعطليها وصرفها عن
الوجهة التي أوجدت لأجلها.