كانت أرض العراق مسرحاً لمعارك عنيفة بين الدولة العثمانية و الدولة
الفارسية خلال القرن السادس عشر. ففي عام ١٥١٤ م تمكن سليم الأول التركي من
هزيمة الجيش الفارسي في معركة )جالدران( واحتلال عاصمتهم )تبريز(. وعلى أرض
ولاية بغداد تمكن سليمان القانوني من السيطرة على الموصل وبغداد في عام م١٥٣٤
وتلتها البصرة عام ١٥٤٦ م وبذلك أصبحت ولايات بلاد ما بين النهرين تحت
السيطرة العثمانية حتى بداية القرن العشرين، أي لفترة أربعة قرون خلت.
خلق النزاا الفارسي العثماني المفهوم الطائفي والعنصري في العراق
الانشقاقات بين أبناء الوطن الواحد على أساس العرق والدين والطائفة لتمزيق
وحدته الوطنية إضافة إلى أساليب القسوة والتعذيب ونهب خيراته . فالأتراك الذين
يتبعّون المذهب السني بقوة، قابلتها شعوب فارس في إتباا المذهب الشيعي لمواجهة
خصمهم القوي )العثماني(، ولم يكن للمجتمع العراقي دوراً في ذلك الصراا ، إلا أن
التثقيف القومي التركي - الإيراني المتعصب لاستملاك ولايات العراق الثلاث
البصرة، بغداد، الموصل قد أوجد حالة من النفور الخفي بين عرب العراق )الشيعة
والسنة( وخلافات مع الأكراد )سكان الجبال( الذين تنكروا منذ البداية لأي حاكم
عربي في بغداد والبوح علناً أن ما يجمعهم هو عامل الدين فقط.