لم يشهد العراق عبر تاريخه المعاصر نشوء تيدارات إسدلامية
متشددة كما لم يتم تشخيص حالدة تطدرف ديندي حتدى منتصدف
التسعينيات من القرن الماضي وهي فترة عودة الأفغان العراقيين من
أفغانستان وهم ليسوا كثر مقارنة ببقية الأفغان العرب, ولم ي ونوا
يحملون ف راًّ متشدداًّ دينياًّ وهم ينقسمون إلى مدرسدتين ف د ريتين
المدرسة السلفية العلمية ومدرسة الإخوان المسلمين.
تبلور الف ر المتطرف بعد عودة بعض الخصيات من أفغانستان
وتأسيسها لجماعة مسلحة في شمال العراق سميت " أنصار الإسلام"
بتاري 11 دسيمبر 2111 وهي جماعة تش لت من إئدتلاف بدين عددة
جماعات, حماس ال ردية و كتائب التوحيد و جند الإسلام .
تعاظم نفوذ هذه الجماعة بعد التحاق بعض من الأفغان العرب
الهاربين من أفغانستان عبر إيدرا ن ولجد وئهم إلدى جماعد ة أنصدار
الإسلام. ومنهم أبو مصعب الزرقداو ي, حيدا قددمت إيدرا ن الددعم
ال امل لنقل هذه العناصدر وتدأمين العدلاه لهدم فدي المستشدفيات
الإيرانية القريبة من الحدود العراقية) 1 . )
بعد احتلال العراق في 2111 ظهرت تيدارات إسدلامية عراقيدة
غالبيتها ذات ف ر سلفي علمي هذه التيدارات حملدت السدلات وتبندت
خيار مقاومة الاحتلال الأمري ي للعراق.
ولم ت ن هذه التيارات تحمل ف رأ طائفيأ. بعدد تأسدي س أبدي
مصعب الزرقاوي تنظيم التوحيد والجهاد حيا شدرع بقتدال قدوات
الاحتلال الأمري ي حيا لم ي ن عملها بعيداًّ عن الفصائل الإسدلا مية
السنية والتي انحصر واجبها بمقاتلة الجيش الأمري ي, كاندت هدذه
المقاومة تحظى بدعم شعبي واحتضان سدني كبيدر فدي شدقيها "
المعتدل والمتشدد" لأن خطابها كان مشتركاًّ هو مقاومة الاحتلال
الأمري ي للعراق وقد يتجلدى هدذا الددعم فدي أروع صدوره أثندا ءمعركة الفلوجة الأولى 2114 , حيا قدم الشعب العراقي سنة وشيعة
دعمهم الإنساني والمسلح في إسناد معركة الفلوجة الأولى.
سيطر تنظيم القاعدة تدريجياًّ على ساحة المقاومدة العراقيدة
بعد معركة الفلوجة الأولى لما امتاز به من وجود كم هائدل مدن
الأموال بالاضافة إلى نوعية العمليات العس رية المميدزة ممدا أثدر
في استقطاب مئات المقاتلين العراقيين من بقية الفصائل وخصوصداًّ
من الذين تتشابه أف ارهم وعقائدهم مثد ل أنصدار الإسدلا م وأنصدار
السنة وقدوم أل ثير من المتطوعين الجدد.
كما قام تنظيم القاعدة العالمي بتقديم دعمه لتنظديم قاعددة
الجهاد في بلاد الرافدين بآلاف المقاتلين بعد أن بدايع أبد و مصدعب
. الزرقاوي أسامة بن لادن في نهاية عام 2114
بدأت جموع المتطوعين الإسدلا ميين تدر د إلدى العدراق عبدر
ممرين رئيسديين الأول : الممدر السدور ي , حيدا اخدتص ب ددخول
المتطوعين من دول المغرب العربي وبلاد الشام والجزيرة العربية .
الممر الإيراني: لدخول المتطوعين من باكستان وأفغانسد تان
وجنوب شرق آسيا بالإضافة إلى ما تبقى من الأفغان العرب العائدين
من أفغانستان.
إن الجماعات المقاومة المسلحة العراقيد ة كاندت تدرى عددم
الاستعانة بالمقاتلين الأجانب لأن قضية العراق لها خصوصية وطنية
مدن حيددا عددم معددرفتهم بوضدع العددراق السياسدي والاجتمدداعي
والطائفي والعرقي.
هذا الوجود الأجنبي سرعان ما أثار أعمال العنف الطائفي من خدلال
إصدار فتاوى بقتل الشيعة لأنهم شيعة " روافض" وليس لسبب آخر
ولنا من الأدلة ال ثير .
ان السلوك المتشدد وما صاحبه من ت فير للغير ثدم تطدو ره
ليشمل المعارع أو حتى المهادن أدى إلى انتفاع الحاضنة الشعبيةالسنية ضد تنظيم القاعددة أول الأمدر ثدم ضدد فصدائل المقاومدة
الوطنية الأخرى مما أوجد مشروع الصدحوات والدذي أثدر تدأثيراًّ
كبيراًّ على مشروع المقاومة الوطنية لينحسر نشاطها إلى أقل مدن
.% نسبة 15
إن وجود تنظيم القاعدة في العراق يعد ظداهرة ندادرة عدانى
منها الشعب العراقي وسيضل يعاني منها طويلاًّ.
ومن هنا يرى الباحا بأهميدة تددوين تداري هدذه الجماعدة
غريبة الأف ار والسلوك عن طبيعدة ا لمجتمدع العراقدي واسدتعراع
مراحل تطورها ابتداء من انطلاقهدا تحدت مسدمى تنظديم التوحيدد
والجهاد وصولاًّ إلى إعلان قيام دولة العراق الإسلامية
لقد مر ملف تدوين تاري تنظيم القاعدة في بدلاد الرافددين
بمراحل متعددة متسقة في حين ومتناقضدة فدي حدين آخد ر, فمدن
مرحلة الولادة إلى مرحلة الشباب ثم إلى الشيخوخة ومن ال ر إل دى
الفر ومن تحقيق النصر إلى وقوع الهزيمة.
والذي لاش فيه أن تنظيم القاعدة في العدراق صدنع وعبدر
مراحله المختلفة جملة من الأحداث المشرفة حينداًّ والمخزيدة فدي
أحيان كثيرة, إلى أن بلغ أسمى غاياته ب دإعلان قيدام دولدة العدراق
الإسلامية ) التناقض ال بير(.
لقد تزامن مع ظهور تنظيم القاعدة في العراق القيدام ب ثيدر
من الأعمال المنسوبة زورا وبهتانا إلى الجهاد , مما أسال ال ثير من
دماء الأبرياء المتحمسين لقضايا المسلمين ال بدرى والدذين ف دروا
يوما في ضرب مصالح قوات الاحدتلال الأمري دي وحلفائده ,أو مدن
العرب الذين حاولوا نصرت اخوانهم في أفغانستان والشيشدا ن حيدا
ضاقت بهم السبل بعد انسحاب الأفغان العرب إثر الهجدوم ا لأمري دي
على أفغانستان ليلجأوا إلى العراق.احتل العراق وانهار تنظدي م أنصدار الإسدلا م فدي كردسدتان
ونزحت قياداته وبقية عناصره إلى بغدداد , الموصدل , كركدوك ,
ديالى الأنبار, وبعضهم هرب إلى إيران .
تم تأسيس أول خلية مقاتلة باسم )ملة إبراهيم( حيا أسس دها
عمر بازياني) 1 (ت-َكم عليه بالإعدام- وَسدعد فدوزي الجميلدي -قتدل
في 2115 - والتي كانت النواة الأولى التي بني عليها تنظديم التوحيدد
والجهاد.
وه ذا تتابعت الأسماء الدالة على هذه الجماعة وصولاًّ إلى مدا
بات يع رف الآن بدولة العراق الإسلامية والتدي هدي الوجده الجديدد
لتنظيم القاعدة, توالت أحداثهم ومعاركهم التي هزت العراق بأسره
وقد استن رها كل العقدلاء مدن الفصدائل المسدلحة ا لأخدرى عبدر
إصدار بياندات منفدرد ة أو مشدتركة ,كاندت ا لأفعدال شدنيعة رات
ضحيتها آلاف القتلى من الأبرياء العد زل ,وقليدل جددا مدن القدوات
الأمري ية وحلفائهم ومن شاركهم من العراقيين الذين هناك إش ال
في تطبيق أح ام الأمان الشرعي المعتبر بحقهم.
كانت الخسدائر فادحدة اكتدوت بنارهدا الفصدائل المسدلحة
الإسلامية المعتدلة , تلتها حملات أمنيدة ح وميدة واسدعة حصددت
المئات منهم وأحيانا من غيرهم وشملت كافة شدرائح الشدعب مدن
علماء وأساتذة جامعة وضباط ومشداي ودعدا ة إلدى الأميدين وذوي
الثقافة المحدودة, شملت العراقيين من أقصدى الشدما ل إلدى أقصدى
الجنوب ولم تبق مدينة من مدن العراق إلا وضربها الإرهاب الأسدود
ليحصد أروات الأبرياء نساءًّ وأطفالاًّ شباباًّ وشديو خاًّ وحتدى فصدائل
المقاومة الوطنية المسلحة نالها القسط ال بير مما وقع على الشعب
العراقي حيا اتهموا بالت فيروالقتل.الى أن أصبح قادة هذه الجماعات من غلاة الف در الت فيد ري ,
وأعلنو ت فير كل من هو ليس معهم أو لم يبايعهم بل وصل الحدد
لإصدار قوائم باسماء العراقيين واستحلال دمائهم وأموالهم.
لقد زادنا تصرف هذه الفئة الضالة يقيندا بد أنهم علدى علاقدة
استراتيجية مع النظام في إيران وأنهم سيفه الموجه ضد العدراقيين
وخصوصا من أهل السنة, وهو ماظهر في ال تابات التي كانت تصدر
عن الزرقاوي ومن بعده المهاجر وأبي سليمان, وكذل أسامة بدن
لادن وأيمن الضواهري والتي كان القصد منها إرعاب أهل السنة من
المشاركة في العملية السياسية وبالتالي إفسدات المجدال لسديطرة
القوى الطائفية الموالية لإيران على المشهد السياسي والح ومي في
العراق.
وأنا إذ أتقدم بهذه المبادرة , أضدع الجميدع أمدام مسدوو لية
التدوين التاريخي لحياة ثلة من المتطرفين الذين غررروا بأغلبيدة
العوام وانحرف أغلب قادتهم , وأنا مطالب وبجرءة في الشروع فدي
التدوين, والبرهنة على طبيعة منهجهم المتطدر ف ودراسدة عوامدل
تطور عملهم وانتشارهم ومن ثم أسباب تعرقل مسيرتهم ومدن ثد م
ان فائهم , وعلى علماء الأمة اقتحام هذا الباب وب ل جدرءة ليلعبدوا
الدور المناط بهم في رعاية العدراقيين والفصدل بدين مدن تطدرف
وانحرف وبين من أصاب وانتصر , والمف رون والمثقفون مطالبون
أيضاًّ بلعب دور فعال في تحري الرأي العام ليميزوا بين المصديب
والمخطئ...... وهذه محاولتي البسديطة فدي تددوين تداري هدذه
المرحلة الحساسة واظهار ما لهم وما عليهم , وحسبي الله في نيتدي
باصابة الحق .
- التغطية
- صفحة عنوان الكتاب
- صفحة حقوق التأليف والنشر
- فهرس المحتويات
- ١. تقديم :
- ٢. المقدمة
- ٣. نشأة الحركة السلفية في العراق
- ٤. أحداث ١١ سبتمبر وفرية علاقة العراق مع تنظيم القاعدة
- ٥. عودة الأفغان العراقيين
- ٦. المتطوعون العرب في مواجهة الغزوالأمري ي للعراق
- ٧. احتلال العراق وظهور المقاومة العراقية
- ٨. مسببات ظهور تنظيم القاعدة في العراق
- ٩. بدايات تنظيم القاعدة – دور الأفغان العربفي العراق
- ١٠. تجنيد المقاتلين
- ١١. تجنيد النساء
- ١٢. تهيئة و إدخال المتطوعين إلى العراق
- ١٣. الانتحاريين
- ١٤. معس رات التنظيم في العراق
- ١٥. تنظيم التوحيد والجهاد
- ١٦. تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين
- ١٧. مجلس شورى المجاهدين
- ١٨. ح ومة أبي مصعب الزرقاوي
- ١٩. الزرقاوي وأثره في تطور تنظيم القاعدة
- ٢٠. حلف المطيبين
- ٢١. دولة العراق الإسلامية
- ٢٢. التيارات الرئيسية لتنظيم القاعدة في العراق
- ٢٣. العناصر الأساسية في تنظيم القاعدة
- ٢٤. نظرية السلفية الجهادية
- ٢٥. أجيال تنظيم القاعدة في العراق
- ٢٦. التنظيمات الإسلامية العراقية المتشددة .
- ٢٧. الإم انات المالية لدولة العراق الإسلامية
- ٢٨. الإم انات العس رية لدولة العراق الإسلامية
- ٢٩. الجهاد الإل تروني
- ٣٠. التدريب في تنظيم القاعدة
- ٣١. دور المعتقلات الأمري ية في ترصين عملالقاعدة في العراق .
- ٣٢. الإعلام في تنظيم القاعدة في العراق
- ٣٣. أخطاء تنظيم القاعدة في العراق
- ٣٤. الدور الأمري ي غير المباشر في تطورتنظيم القاعدة في العراق
- ٣٥. أساليب القوات الأمري ية في مواجهةتنظيم القاعدة
- ٣٦. العائدون من العراق - أثر التجربةالعراقية في نشاطات تنظيمات القاعدة
- ٣٧. الصراع بين تنظيم القاعدة والفصائلالعراقية المسلحة
- ٣٨. علاقة تنظيم القاعدة في العراق مع سوريا
- ٣٩. علاقة تنظيم القاعدة مع إيران
- ٤٠. علاقة تنظيم القاعدة في العراقمع تنظيم القاعدةالعالمي
- ٤١. استراتيجية ومستقبل دولة العراق الإسلامية
- ٤٢. مقتل أسامة بن لادن وأثره على أنشطةالقاعدة في العالم
- ٤٣. الخاتمة
- ٤٤. المصادر
- ٤٥. الملاحق