التقليدية للأمم القوية قد احترقت مع متغيرات العصر , وأن
المؤسسة العسكرية التي تمثل احدى أعمدة الردع الرئيسية
لقوة الأمة أصبحت قوة ردعها تتمثل في دمج خليط عجيب من
كل العلوم الانسانية والعلمية والرياضية والاحصائية
والنفسية والتكنولوجية وغيرها التي لايمكن حصرها هنا ,
فهي مثلًا لاغنى عنها عن التاريخ والجغرافية والجيوبولتكس
والعلوم الطبية بأنواعها والهندسية بانواعها والبشرية
والنفسية والباراسايكولوجية وعلم التنبؤ العام والعسكري
والفيزياء والرياضيات والكيمياء وتكنولوجيا الالكترونيات
والعلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية . فإذا كانت هذه
العلوم كلها ضرورية في مؤسسة واحدة , فهي حتمًا ستكون
مختلفة في نمطها عن أي مؤسسة اختصاصية أخرى من
مؤسسات الدولة وإن دمج كل هذه العلوم في بوتقة واحدة
لتتلائم مع غاية إنتاج قوة ردع تنسجم مع بيئة الأزمات الدولية
المعاصرة المعقدة لهذا القرن , لتأمين قوة دفاع عن الأمة لا
تعتمد على معادلات قديمة في إعداد الأمة للمجابهة
للتحديات ولا سيما المتوقعة في هذا القرن , لأنها أصبحت
بالية , حيث فرضت المتغيرات بدلًا عنها معادلات جديدة
تحتوى على عناصر فهم قوة ردع جديدة تتمثل بقدرة الانسان
على إن يتكيف وفق فلسفة ورؤية أستراتيجية موحدة .
وعكسها ستجد الأمة نفسها خارج بيئة التحديات وخارج دائرة
الأزمات المتوقعة وخارج القدرة على مجابهتها . في قرن هو
قرن التحديات رضينا أم أبينا .
إن هذا الكتاب الفريد في نوعه قد يعني للوهلة الأولى
للقارئ بأنه يركز على التدريب للعسكري فقط , ولكن كاتبه
بذل 3 سنوات في إعداده وهو يحاول أن يضع بداية لفهم
جديد لمبادئ أولية في علم التدريب الذي أصبح يمثل
ويحتوى كل عناصر قوة الأمة من خلال توظيب كل هذه
العلوم المتنوعة داخل مؤسسة واحدة لا خيار لها في تجاوزها
ووفق عقيدة معاصرة متطورة وهو ما ينقص مكتباتنا بصورة
عامة والعسكرية بصورة خاصة لتكون مرجعًا في هذا الاتجاه
الذي نادرًا ما نرى أن احدًا قد خاض غماره بهذا العمق وأن
يضيف عونًا للمهتمين من الباحثين في استراتيجية الردع
وعوامل قوة الأمة وتأهيلها وتدريبها وفقًا لرؤية معاصرة
جريئة .. مع اعطاءه لخلاصة افكار وتوصيات يمكن لأي دولة
ترجمتها الى منظومة عمل للحاضر والمستقبل , إنه كتاب
مفيد للنخبة من المثقفين والمخططين المدنيين
والعسكريين