تركيا: القوتة القوة الوسطى من أتاتورك الى اردوغان الجزء الثاني

لقد أصبحت تركيا محطة اهتمام يتزايد عند السياسيين والآكاديميين والإعلاميين والدارسين منذ نهاية الحرب الباردة وتصدوا للاقراب من التحولات الجذرية ني السياسة الزكية الداخلية والسياسة الإقليمية والدولية من مقربات عديدة سعيا وراء تحليل وفهم وتقدير والتكهن بشأن أسئلة كيرى: هل وقع حقا تغييرات جذرية ني جوهر السياسة الركية الذي كان قد اقرن معها منذ أن أرسى قواعدها ومبادئها وفلفتها وإيديولوجيتها اتاتورك ني ١٩٢٣، أم أن الحقيقة هي أن السياسة الخارجية الركية لم تشهد انقطاعا عن الإرث الاتاتوركي، بل أن ثمة تحولات قد وقعت جراء ما قد حصل من تغييرات أساسية ني الساحة الداخلية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والبيئة الإقليمية والدولية بعد انهيار قوائم الحرب الباردة وبدء عملية إعادة هندسة النظام الدولي على أسس غير الثنائية القطبية وهو الآمر الذي استوجب أن تجري أنقرة تكييفا على سياستها من حيث المدرك والإطار الفكري أو الإيديولوجية والتوجه والافضليات والآولويات، وهل أن للسياسة الخارجية الركية الجديدة إيديولوجيا معلنة أم أن لها أجندة خفية تتسر عليها يخطاب سياسي لا يجيد بعيدا عن الإرث الآتاتوركي، وهل تسعى تركيا إلى استعادة الإرث الإميراطوري العثماني مستفيدة من التغييرات ني الساحات الداخلية للأقاليم الجاورة الى كانت تحت سيادة الإميراطورية العثمانية، أم أنها توظف البيئة الإقليمية والدولية وما تم انجازه ني السياسة الداخلية الركية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتصبح قوة إقليمية رئيسية ني أقاليمها وقوة وسطى ذات دور إقليمي ودولي يسهم ني تحقيق الآمن والاستقرار واللام والتنمية والمصالح القومية الركية ولكي تحن وتعزز فرصها ني الاندماج ني الآسرة الآوروبية والغرب؟ إن هذه الدراسة تسعى للتصدي إلى اشالة الآخيرة من خلال مقاربة جامعة شاملة ذلك لآنه يتعذر تحليل السياسة الخارجية الركية عن طريق مقاربة واحدة كون أن السياسة الخارجية عملية تتمازج فيها اعتبارات مادية موضوعية وأخرى نفسية اجتماعية وتجري ني بيئة داخلية وخارجية تتفاعل فيها عوامل كثيرة ني نطاق نظام دولي ومؤسسات دولية وهياكل من تفاعلات خلقتها العولمة فيها تحديات وفرص ومحددات ومقيدات.